في كل ثانية يجبر شخص واحد على الهرب من منزله وفقا للمرصد الدولي للنازحين حتى بلغ العدد الحالي للاجئين و النازحين ٦٥،٣ مليون نسمة اَي ما يقارب عدد سكان المملكة المتحدة.هذه الأرقام تبين كيف أن أزمات ممتدة و جديدة تجبر المزيد من الناس يوميا على مغادرة منازلهم بوتيرة مخيفة.
الأنظمة الإنسانية تكرس جهودا جبارة للحد من معاناة اللاجئين ترتكز على تأمين الحاجات الأساسية من طعام و سكن. تأمين هذه الحاجات ضرورة لكنه غير كاف ،فبنفس الأهمية يكون تأمين المشاركة السياسية لهؤلاء، وهي خطوة أولية لإيجاد حلول مستدامة طويلة الأمد لازمتهم.فمن يهرب من منزله قد يترك وراءه كل شيء و يحتفظ بآمال وتطلعات ويجب أن يكون قادرًا على أن يؤثر في القرارات التي تتعلق بحياته .المشاركة السياسية يجب أن تكون قضية محورية عند تناول حاجات اللاجئين.
قد تستغل حساسية النازحين بسهولة من قبل الجماعات العنيفة التي تتلاعب بأحزانهم و إحساسهم بالتهميش. هذا يزيد من حدة العديد من الصراعات الموجودة ويضيف إليها صراعات لم تكن موجودة قبلاً.تمكين المهجرين من المشاركة في العملية السياسية يساعد في الحد من هذا إذ يوفر لهم المهارات و يعيد لهم الثقة بالمجتمع المحيط مما يساعدهم على المطالبة بحقوقهم و طرح حلولهم لها . بكلمات اخرى, ان يحصل هؤلاء على القدرة على المشاركة السياسية يجعلهم منتجين و مندمجين ضمن مجتمعاتهم المضيفة.إعطاء اللاجئين القدرة السياسية هو خطوة أولية خاصة أن بعض اللاجئين ينقصهم المعرفة والأدوات السياسية ليعبروا بفعالية عن هواجسهم و مطالبهم للحكومات.
في كولومبيا مثلا، يعمل المعهد الديمقراطي الوطني مع اللاجئين كجزء من مشروع طاولات مستديرة لمشاركة الضحايا.هذا المشروع يعمل على تأمين آلية لضحايا النزاع المسلح في كولومبيا ليكون لهم قول بعملية بناء السلام والمصالحة, فىيشاركون في وضع السياسات العامة الخاصة بالقضايا التي تمسهم و منها استرداد الأرض و التعويضات.في مالي ،يشارك المعهد الديمقراطي الوطني مع شبكة السلام والأمان في المجتمع الاقتصادي لغرب الولايات الافريقية وهي مؤسسة وطنية للنساء , في تدريب نساء و دعمهم لقيادة أنشطة المصالحة بين المجموعات العرقية و قد وضع في سلم الأولويات المجتمعات حيث عدد النازحين العائدين كبير.هذه الأنشطة ساهمت في خفض التوتر و ترميم الثقة بين المجتمعات الموجودة والعائدين.في الاْردن, يجمع المعهد الديمقراطي الوطني اللاجئين السوريين مع المواطنين الأردنيين حيث يتحاورون و يتخذون مبادرات مجتمعية مشتركة تتناول المشاكل الاجتماعية التي يواجهها الاثنين داخل المجتمع الأردني.
المشاركة السياسية أداة مهمة لوقف التهجير في المقام الأول, و لتحسين الاندماج الاجتماعي لأولئك الذين هجروا.
هي توفر للنازحين و اللاجئين مجالا للتمكين, والاستقرار وقد تساهم أيضا في تهدئة النزاعات و تفعيل المصالحات , وبخاصة عندما تكون أسباب النزاع متعلقة بالتهميش السياسي.